أخبار دوليةأخبار مصرعاجل

لواء د./ سمير فرج ورؤية تحليلية لإيران وسوريا نحو عام 2025

رؤية تحليلية لإيران وسوريا نحو عام 2025 لواء دكتور سمير فرج

الرؤية تحليلية لإيران وسوريا نحو عام 2025
لواء دكتور/ سمير فرج

أتت الأحداث الأخيرة في سوريا مع وتولي أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) قائد هيئة تحرير الشام جبهة النصرة (سابقا) على مقاليد الأمور في سوريا، وهروب بشار الأسد إلى روسيا لتكون محور التحليلات لكل ما يدور في منطقة الشرق الأوسط حاليا

واليوم، نتناول إيران تلك الدولة المسلمة ذات الاتجاه الشيعي، والتي كانت الدولة الفارسية قديما، وهي ثاني أكبر دولة في الشرق الاوسط، من حيث تعداد السكان 85 مليون نسمة بعد مصر. وتعد إيران قوة إقليمية، مؤثرة حيث إنها تحتل مكانه متميزة ضمن منظومة الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي، حيث يوجد بها ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم ورابع احتياطي للبترول.

وفي عام 1979، بعد الثورة الإسلامية، وصل الخميني للسلطة وأصبحت دولة إسلامية يرأسها المرشد الأعلى للقوة الإسلامية، وخلال هذه الفترة قررت إيران امتلاك السلاح النووي لتكون الدولة العاشرة في النادي الدولي النووي، وبالطبع لم يرضي ذلك الفكر المجتمع الدولي.

الذي يعارض انضمام أي دولة إلى النادي النووي، لذلك فرضت عليها عقوبات اقتصادية كبيرة، وتم تجميد حوالي 150 مليار دولار من أصولها في العالم ولكن ايران قوة جيوبولتيكية في منطقة الشرق الأوسط بسبب الغاز والبترول كذلك يتمثل في سيطرتها على مضيق هرمز الذي يمر منه نفط الخليج من دول الخليج العربي الى العالم كله وفي محاولة تحجيم دور ايران النووي ووقعت معها الدول الأوروبية وامريكا الاتفاق 5+1 لإيقاف القوة النووية.

لكن جاء الرئيس ترامب في الفترة الأولى من حكم والغى هذا الاتفاق وبدأت ايران في التفكير ان يكون لها قوة في منطقة الشرق الأوسط من خلال سيطرتها على الشرق الأوسط على من خلال أربعة ازرع عسكرية. وهي حزب الله في لبنان. وحماس في غزة. وحزب الله في سوريا، والحشد في العراق، والحوثيين في اليمن. ومنذ بدء محاولة إيران تملك السلاح النووي، أصبحت هي العدو الرئيسي لإسرائيل خلال الفترة السابقة، حيث كانت إيران تمد وأزرعها العسكرية الأربعة بالسلاح، الطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية علاوة على تدريب هذه العناصر وتمويلها بالمال.

ومن هنا جاءت قوة إيران العسكرية، بالذات، في المنطقة، بل جاءت سيطرتها على مضيق هرمز وباب المندب من خلال الحوثيين. لذلك كله أظهر قوة إيران وسيطرتها على المنطقة التي تتحكم في مسارات الطاقة في العالم كله بل زادت سيطرتها حتى البحر المتوسط من خلال لبنان وسوريا وغزة من خلال حزب الله وحماس حتى أن لبنان ظلت بدون رئيس جمهورية لمدة سنتين بسبب سيطرة إيران على حزب الله

وبالتالي سيطرت السياسة الإيرانية على لبنان كذلك نجحت إيران في إن تكون سوريا ضمن السيطرة الإيرانية المباشرة بواسطة حزب الله التابع لها.

من هنا أصبحت سوريا. مصدر تهريب الأسلحة والاموال، إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة.
ولقد حاولت إسرائيل خلال فترة الرئيس أوباما الحصول على موافقة أمريكية لضرب المفاعلات الإيرانية بضربة صاروخية، ولكن أمريكا رفضت.

وكذلك في عهد ترامب وجو بايدن، لأن الجميع في البنتاجون (وزارة الدفاع الامريكية) يعلم قوة إيران العسكرية التي يمكن أن تسبب انهيارا في الاقتصاد العالمي، بتحكمها في مسارات الطاقة في مضيق هرمز وباب المندب ولذلك لجأت إسرائيل إلى اغتيال علماء الذرة، والدخول على منصات وشبكات الأسلحة النووية الإيرانية .

وجاء قرار ترامب بالقضاء على قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني الامر الذي اظهر عدم قدرة إيران على الرد ضد الولايات المتحدة يضرب قاعدة عين الأسد في العراق دون إحداث أي ضرر في القاعدة. من البشر. وجاءت الضربة الحاسمة إلى إيران، سقوط سوريا في يد أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع، بل وسيطرة تركية على سوريا.

وبذلك تخلصت سوريا من عباءة السيطرة اليرانية لكي ترتدي العباءة التركية، وبذلك فقدت إيران أهم قوة لها في المنطقة خاصة بعد أن فقدت حماس قواتها العسكرية بعد حرب 15 شهرا مع إسرائيل.

كذلك فقد حزب الله في لبنان كثيرا من قوته التي نجحت إسرائيل في تدميرها وبالتالي فقدت قوتها السياسية في الشارع اللبناني وكان أبرز مثال على ذلك نجاح لبنان في اختيار رئيس الجمهورية الجديد الجنرال عون، بعد أن كان ذلك أمرا مستحيلا من خارج سيطرة حزب الله ويبدو أن الأمور أخذت الاتجاه الاسواء لإيران منذ فقدت أزرعها في غزة ولبنان، وكذلك فقد سوريا التي كانت تعتبر خط الدفاعي الأمامي لها وأصبح الموقف معقدا للغاية.

وأعتقد أن خروج سوريا من العباءة الإيرانية ودخولها العباءة التركية قد حقق اهتزازا كبيرا في قدرة إيران السياسية وحتى العسكرية في المنطقة.

ومع وصول الرئيس ترامب إلى السلطة في البيت الأبيض الفترة القادمة سوف يصبح الأمر أكثر تعقيدا، خصوصا أن ترامب أعلن منه ضمن تصريحاته قبل تولي السلطة في البيت الأبيض، أنه لن يسمح لإيران بتملك السلاح النووي، بل سيقوم بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، وهذا التصريح.

أعتقد أنه تصريح دعائي أكثر من فعلى لأنه لو قرر ذلك فاعتقد أن رجال البنتاجون في وزارة الدفاع الأمريكي سوف يعارضون الرئيس ترامب لأن هذه الضربة سوف تفجر الموقف في ايران، حيث أنها لن تجد بعدها ما تخاف عليه وستبدأ باستخدام قوتها النيرانية، في المنطقة واهمها الحوثيين للتأثير على المنطقة بالكامل وضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط الخاصة مثل مناطق النفط في الخليج.

وأعتقد أنها منذ عدة سنوات، قامت بضرب مناطق البترول في أرامكو، خصوصا أن تواجد القوات الأمريكية في المنطقة الشرق الأوسط. حاليا لا يسمح لها بالدفاع عن المنطقة. وفي حالة تفكير أمريكا بتنفيذ أي ضربة ضد إيران، لن تبدأ قبل ثلاث إلى أربع أشهر بعد إعادة تمركز القوات الأمريكية من أوروبا او امريكا ،وإعادة تمركزها في منطقة الشرق الاوسط لتكوين قادرة على صد أي عمليات إيرانية.

لذلك أتوقع أن ذلك الحل العسكري ليس في أولويات أمريكا في الأيام القادمة ضد المفاعلات النووية في ايران، وعموما فإن إيران تقوم حاليا بتسريع. عملية إنتاج السلاح النووي. الذي يحتمل أن تكون قادرة على انتاج من خمسة إلى ستة قنابل نووية. في النصف الأول من عام 2025، طبقا للتصريحات، التي اعلنها بها ويليم بيرنز مير الاستخبارات الامريكية CIA، لذلك فإن الوضع في إيران الآن وصل إلى منطقة خطرة، والجميع ينتظر. ماذا سيحدث في المستقبل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة