الكاتبة الإعلامية /دينا شرف الدين تكتب تحية للمرأة المصرية عبر العصور
في اليوم العالمي للمرأة الإعلامية دينا شرف الدين تكتب "تحيةللمرأة المصرية عبر العصور "
![caption id="attachment_714" align="alignnone" width="275"] الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين[/caption]](https://www.oyounelshab.com/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20241227-WA0142-800x600.jpg)
في اليوم العالمي للمرأة
الكاتبة المصرية الإعلامية دينا شرف الدين تكتب
“تحيةللمرأة المصرية عبر العصور ”
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، أود أن أتحدث عن المرأة المصرية و ما قد دونته بأحرف من نور في سجلات التاريخ المصري و الإنساني علي مر العصور.
فبرغم ما حصلت عليه النساء من مكتسبات غير مسبوقة ، فما زالت إمرأة القرن ال٢١ تطلب استرداد ما كانت تتمتع بها جداتها منذ الاف السنوات ، فالمجتمع المصري القديم عرف قدر المرأة كما لم يعرفها غيره ، فكان تحرر المراة انعكاساً لدرجة رقي و تحضر المصريين بذاك التوقيت.
حيث كانت الحضارة المصرية تعطي المرأة حق اختيار الزوج و حق المساواة بالميراث و التوريث ، و حق العمل بحرية ، و كانت تتفوق علي الرجل بحق تطليق الزوج بعد أن تدفع له تعويضاً ، و كذلك كان لها الحق بأن تسمي أولادها باسمها
يقول ( هيرودوت ) ان المرأة في العصور المصرية القديمة كانت تتفوق علي الرجل ” النساء يذهبن للأسواق يبعن و يشترين في حين ان الرجال يلازمون بيوتهم حيث يقومون بنسج الأقمشة”
-أما عن الحقوق السياسية فقد حصلت عليها المرأة في مصر القديمة حتي وصلت للعرش و كرسي الملك سواء عن طريق الحكم المنفرد أو مشاركة الزوج أو الإبن أو الأخ.
أمثال ( الملكة تي أم إخناتون ، و الملكة نفرتيتي زوجته ، حتشبسوت و كليوباترا التي تمتعت بذكاء و حنكة أخضعت قادة الرومان الغزاة )
و التي كان موتها نهاية لعصر الحرية و الإستقلال بمصر قبل تمكن الرومان
-(تقديس المرأة):
لم يقتصر تقدير المصريين القدماء للمرأة إلي حد رفعها علي العرش ، و إنما تصويرها بصورة الآلهة المقدسة مثل ( إيزيس و مات إلهة العدل و حتحور الهة الحب و غيرهم )
فكان الرحالة اليوناني “ماكس ميلر” يقول
“ليس ثمة شعب قديم أو حديث قد رفع منزلة المرأة مثل ما رفعها سكان وادي النيل”. فالنقوش تصور النساء يأكلن ويشربن بين الناس ، ويقضين ما يحتجنه من المهام في الشوارع من غير رقيب عليهن ولا سلاح بأيديهن ، ويمارسن الأعمال الصناعية والتجارية بكامل حريتهن.
و هذا ما أدهش الرحالة اليوناني- فقد إعتادوا أن يحرموا نسائهم السليطات من مثل هذه الحرية ،
و لذلك أخذوا يسخرون من الأزواج المصريين الذين تتحكم فيهم زوجاتهم.
في حين كانت المرأة الرومانية آنذاك تعبد الرجل من دون الله.
و إذ بنا كمجتمع شرقي و لأسباب غير منطقية نضرب بكل ما علمناه عن تاريخنا العظيم و ما أمرنا به ديننا عرض الحائط فيما يخص النساء لنختار لأنفسنا ما هو أدني و ننتهج منهج الوهابية الدخيلة علي ديننا و مجتمعاتنا و نصل إلي مراحل غير آدمية في كثير من الأحيان من حيث التقليل من شأن النساء و النظرة الغير عادلة لهن في كل شئ و تفضيل الذكور عليهن.
كما كان في عصور الجاهلية في أرضٍ غير أرضنا نزل بها الإسلام ليطهرها من شرورها و لكننا بفعل فاعلٍ خبيث قد تسللت إلينا تلك الأفكار السامة لتصيب مجتمعاتنا في مقتل و تنشر به أفكار و توجهات لا تليق بنا !
فعلي الرغم من حصول المرأة علي كافة حقوقها في التعليم و تقلدها المناصب الكبيرة إلي أن تولت حقائب وزارية بعدد أكبر مما كان سابقاً ، و فوزها بمقاعد أكثر كثيراً في مجلس النواب و تحررها إلي حدٍ كبير ظاهرياً ، إلا أن النظرة العميقة إلي المرأة ما زالت ناقصة يشوبها التقليل منها و إن كان ضمناً تحديداً بالمجتمعات الريفية و الأماكن الشعبية !
ألم يكن رسول الله صلي الله عليه و سلم يساعد زوجاته في أعمال المنزل و يرفق بهن و لا يكلفهن ما ليس لهن به طاقة و يفرض لهن أجراً مقابل ما يقدمنه من خدمات له و لأبنائهن ؟
في حين نعيش زمناً يضرب فيه الزوج زوجته بكل قسوة و يهينها إن قصرت في أداء مهامها اليومية التي لا حصر لها حتي و إن كانت لا تقو صحياً علي القيام بها و بكل ما يثقل كاهلها من أعباء !
و إن مرضت و طال مرضها و أصبحت غير قادرة ، سرعان ما يعتبرها الزوج بلا فائدة فيتركها تواجه بمفردها تَحَوُل الحياة ليبحث عن أخري تمنحه ما ينتظره من خدمات لا تنتهي و كأنه فرضْ وواجب شرّعَهُ و فعّلَه و أقرّه دون أي أساس يستند عليه !
{ شخصيات نسائية مصرية لن ينساها التاريخ }
كانت النساء بمصر سباقة في أهم المعارك الشعبية بداية من حملة نابليون بونابرت ، و التي شهد جميع المؤرخين أن مشاركة المرأة كانت من أهم أسباب نجاح المقاومة ، و هو ما تكرر في المقاومة الشعبية التي أخرجت حملة فيزر الإنحليزية تجر أذيال الخيبة من مصر.
كما كانت مشاركات النساء بأهم الأحداث المصرية بارزة منذ ثورة ١٩١٩، حيث سقطت السيدة (حميدة خليل )كأول شهيدة مصرية ضد الإحتلال الانجليزي .
-(هدي شعراوي)
كريمة محمد سلطان باشا رئيس اول مجلس نيابي في مصر و اغني رجل بمصر
أسست الإتحاد النسائي المصري١٩٢٣
و التي عقب عودتها من المؤتمر النسائي العالمي في روما لميناء الاسكندرية خلعت اليشمك و الحجاب لتعلن عن تمرد المرأة علي القيود المفروضة عليها.
و كانت النساء قد أصبحن عضوات بالأحزاب، و لكن سرعان ما نظم الرجعيون حملات ضد المرأة لسلبها مكتسباتها و تم حل الإتحاد
النسائي و اقتصرت عضوية النساء بحزب الوفد علي لجنة المرأة
-(عائشة التيمورية )
ابنة أحمد تيمور باشا التي تحدت القهر و أصبحت أديبة و شاعرة كبيرة.
-(باحثة البادية) السيدة ملك حفني ناصف،
التي ناضلت من اجل حقوق المرأة السياسية و الاجتماعية و كان كتابها الذي لم يخرج للنور بعنوان (حقوق النساء) من اهم ما تركته.
-( فاطمة الأزهرية)
و التي درست علوم الازهر جنباً الي جنب الرجال و تقدمت للحصول علي شهادة العالمية
و لكن أبي الرجال من الأزهريوم منحها العالمية خوفاً من مزاحمة المرأة مناصب التعليم
-(نبوية موسي)
انشأت عدة مدارس لتعليم البنات و نجحت في رسالتها و كانت من اساتذة و داعمي الدكتورة سميرة موسي عالمة الذرة الشهيرة
-(سميرة موسي)
كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان، وتقتحم مجال العلاج الطبي، حيث كانت تقول:
«أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبيرين»
كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة، وعلى رأسها «لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية» التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.
-( الدكتورة درية شفيق )
مؤسسة { اتحاد بنت النيل }، للمطالبة بحقوق المرأة الدستورية، و التي قادت في عام ١٩٥١ اقتحام النساء للبرلمان للمطالبة بحقهن في الإنتخاب لتحقيق التمثيل العادل للمصريين، كما أسست عدد من الدوريات الأدبية ، إلي جانب كونها باحثة ومناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر.
-(عزيزة أمير)
الملقبة بأم السينما المصرية، لأنها أول منتجة ومخرجة امرأة عرفتها السينما المصرية حيث أنتجت الفيلم الصامت ليلي عام 1927، والذي يعتبر أول فيلم طويل صامت من إنتاج مصري، وقالت في حوار لها عن لقب أم السينما المصرية الذي منحه لها النقاد: «أنا لم أبحث عن أبناء من وراء الزواج لأن السينما هي ابنتي الوحيدة التي أنجبتها».
-( سهير القلماوي)
أستاذة الأدب العربي المعاصر ، حيث كانت أول فتاة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي ، و خلال وجودها في جامعة القاهرة، تلقت القلماوي الإرْشاد من الدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة.
و في عام 1956 اصبحت سهير القلماوى استاذاً للأدب العربى المعاصر
ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب فى الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات
-(لطيفه النادي)
اول كابتن طيار سيده وكونها سيده أحدث ضجه كبيره آنذاك عام ١٩٣٣.
و تطول القائمة لتشمل :
-(سيدة الغناء العربي ، ام كلثوم)
ودورها الرائع في الفن والغناء ، إلي جانب دورها الوطني الكبير في مساعده الجيش المصري إبان نكسه ٦٧ ، عن طريق احياء حفلات لجمع العمله الصعبه والتبرع بها للمجهود الحربي.
– (روزاليوسف )
و احدة من أشهر أشهر أسماء الفن والصحافة والسياسة في النصف الأول من القرن العشين بمصر، ووالدة الأديب المصري إحسان عبد القدوس ،عملت كممثلة مسرحية بفرق عزيز عيد و نجيب الريحاني و جورج أبيض ، ثم اعتزلت روز اليوسف التمثيل متجهة للصحافة ، حيث أسست مجلتها الفنية الأدبية السياسية عام ١٩٢٥، و التي كتب فيها كل من عباس العقاد و نجيب محفوظ و عائشة عبد الرحمن
فقد شهد اواخر القرن ال١٩ و أوائل القرن ال ٢٠ حركة ثقافية تنويرية في مختلف المجالات
ثم جاءت الإنتكاسة مع غزو الثقافة الوهابية الصحراوية منذ منتصف الستينات .
نهاية:
احب ان أذكر أم كل شهيد جاد بروحه من أجل مصر
وهن اعظم النساء ف تاريخ البلاد
فهذه الام صنعت بطلاً أهدته لمصر.
فالسيده المصريه منذ قديم الأزل الحصن الحصين لمصر وقت الازمات
ولنا في ثورتي ١٩١٩ و ٣٠ يونيو ٢٠١٣ خير مثال وشاهد علي دور المرأه المصريه في تقرير المصير و كتابة التاريخ المصري.