صفحات و مواقع النصب الإلكتروني “٢ أحلام النجومية و الثراء السريع بقلم الكاتبة الإعلامية / دينا شرف الدين
صفحات و مواقع النصب الإلكتروني "٢ أحلام النجومية و الثراء السريع FBC
![caption id="attachment_714" align="alignnone" width="275"] الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين[/caption]](https://www.oyounelshab.com/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20241227-WA0142-800x600.jpg)
“صفحات و مواقع النصب الإلكتروني “٢
أحلام النجومية و الثراء السريع
بقلم الكاتبة الإعلامية / دينا شرف الدين
لم تكن المرة الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة التي أكتب فيها عن تلك الآفات التي تفشت بالمجتمع المصري عن طريق هذا المناخ الخصب المهئ لممارسة كافة أشكال الرزائل و التلاعب و النصب و الإحتيال علي أعلي مستوي و أوسع نطاق .
فبعدما باتت وسائل التواصل وسيطاً أساسياً مشروعاً لترويج المنتجات و المشروعات و البيع و الشراء و حتي الأشخاص الذين اتخذوا منها منابراً للشهرة و التربح بكافة الأشكال ، لم تعد هناك ضوابط محددة لحماية رواد تلك الوسائل و ما أكثرهم من هذا الخداع الذي اتخذ أشكالاً مبتكرة و متطورة لمزيد من التمكن .
ففي خلال الأيام القليلة الماضية ، وضع القدر بطريقي عدداً من تلك النماذج المختلفة لهذا الحقل الخصب من النصب الالكتروني المحكم ،
“الواقعة الأولي ”
تلك التي هزت الشارع المصري و تسببت بالعديد من الأزمات لدي قطاع كبير من المصريين قد بلغ عددهم المليون مواطن ،بسبب قيامهم بالتعامل مع منصة FBC، التي أغلقت ولم يتمكن أحد من المستخدمين من الحصول على أمواله منها، بعد أن استولت علي مبلغ ٦ مليار جنية مصري ، ربما كانوا من الممكن أن يساهموا مساهمة كبيرة في سداد بعض الديون المصرية .
إذ كانت تلك المنصة وفقاً للمصادر الرسمية عبارة عن تشكيل عصابي يتزعمه ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية متواجدين بالبلاد مرتبطين بشبكة إجرامية بالخارج متخصصة في مجال النصب والاحتيال الإلكتروني والاستيلاء على أموال المواطنين بزعم استثمارها لهم عبر منصة إلكترونية بمسمى “FBC”.
حيث قام هولاء بالاتفاق مع 11 شخصا لتأسيس شركة بالقاهرة لممارسة نشاطهم الإجرامي والترويج للمنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق واتساب مقابل عمولات مالية، وكذا توفير خطوط هواتف محمولة لتفعيل محافظ إلكترونية عليها بيانات وهمية لاستخدامها في تلقي وتحويل الأموال المستولى عليها، وعقب ذلك تم غلق المنصة ومقر الشركة.
و بناء علي ذلك فقد حذرت دار الإفتاء المصريين من الانسياق وراء الإعلانات المضللة والوعود الزائفة بالثراء السريع التي تروِّجها بعض الجهات تحت مسميات الاستثمار في التكنولوجيا أو الذكاء الاصطناعي، وذكرت أنها رصدت بالتعاون مع الجهات المعنية.
زيادة ملحوظة في حالات النصب والاحتيال الرقمي التي تستهدف المواطنين، مستخدمة شعارات خادعة مع ربطها بالدين لإضفاء الشرعية عليها، مؤكدة أنَّ كل استثمار يجب أن يكون ضمن الأطر الشرعية والقانونية المنظمة له، ومؤكدة أن أي استثمار خارج عن الأطر الشرعية أو غير خاضع للرقابة الرسمية يعرِّض أموال الناس للخطر.
” الواقعة الثانية”
و التي تعد واقعة شخصية ، و تتمثل في إنشاء صفحة وهمية بإسم زوجي الفنان أحمد عبد العزيز ، و التلاعب بالمحبين عن طريق الوعود بتحويلات مالية و عزومات رمضانية و نشر مادة خادعة كاذبة عن طفل مفقود قد وجده الفنان و اصطحبه لفيلته ، و عن مواعيد لملاقاة الجماهير بمحافظات الصعيد ، و أدوار تمثيلية بمقابل مادي ، أما الكارثة الكبري فكانت دعوة المتابعين للتبرع المالي لأهل غزة ،
و بعد أن انكشف أمر هذا المحتال و تم التكذيب و التأكيد علي أن الصفحة الرسمية للفنان موثقة بالعلامة الزرقاء، لم يستح هذا النصاب و لم يكف عن التلاعب بعدد من المصريين البسطاء الذين سرعان ما ينخدعون و ينساقون وراء مثل هؤلاء الفجرة’ ما يؤكد أن هذا العالم الرقمي الإفتراضي ما زال خارج حدود السيطرة الأمنية المحكمة.
-و أخيراً و لن يكون آخراً:
هذه الاتصالات التليفونية اليومية لأشخاص ،ينتحلون صفة موظفي البنوك ، في محاولات بائسة للإستيلاء علي بيانات الكروت الائتمانية و الحسابات المصرفية، لربما يكون هناك من لا يعلم أنه لا وجود لتلك النوعية من الاتصالات و الاستبيانات عن طريق التليفون و التي شددت عليها كافة البنوك المصرية بعدما انتشر هذا النوع من النصب و الخداع باسم البنك.
و ما زالت أشكال النصب تتطور يوماً بعد يوم ، و ما زال هناك الكثير من الفرائس السهلة ، و ما زالت الأخلاق بأزمة تستلزم سرعة العلاج.
نهاية:
أناشد الجهات المعنية كلها ، بضرورة تشديد الرقابة علي هذه الصفحات و تلك المواقع ، تماماً مثلما تتم مراقبة البلوجرز و مشاهير التيك توك الذين أطاحوا بمنظومة القيم و الأخلاقيات المصرية و أضروا بالأجيال الجديدة ضرر بالغ ربما لن نستطيع اصلاحه الا بكثير من المحاولات الجادة.