أخبار مصرعاجل

رسالة علي الخاص” بقلم الكاتبة دينا شرف الدين 

رسالة علي الخاص" ضحايا السوشيال ميديا 2 بقلم الكاتبة دينا شرف الدين 

 

 

“رسالة علي الخاص” ضحايا السوشيال ميديا 2

بقلم الكاتبة دينا شرف الدين

كنت قد كتبت منذ سنوات قليلة عن حالات كثيرة من ضحايا السوشيال ميديا و كان المقال بنفس العنوا( ضحايا السوشيال ميديا)، و رويت ما تعرضت له شخصياً من سرقة لحسابي الشخص،

و من جديد أعاود الحديث عن تلك الآفة التي ثبت بالقطع أنها تضر أكثر مما تنفع و هي وسائل التواصل الإجتماعي ، و التي باتت مسرحاً للمهازل و الإبتزازات و المطاردات و التحرشات و غيرها من أشكال التعدي السافر علي الحرية الشخصية للآخرين ، سواء كان ذلك طواعية ممن ينشرون تفاصيل أيامهم لحظة بلحظة علي المشاع ، أو كرهاً لمن يضطرون الي استخدام تلك الوسائل لخدمة أعمالهم ، لكنهم بشكل أو بآخر قد يكونوا فرائس لآخرين من مرضي العقول و معدومي الضمير و الأخلاق و ما أكثرهم.

و قد كان ما سمعته و رأيته بجهاز مباحث الإنترنت من قصص مروعة قد جعلت من مشكلتي التي ذهبت بناء عليها لتحرير بلاغ نقطة مياه ببحر.

و لكن:
لم يقتصر الأمر علي مجرد بعض المضايقات الإفتراضية أو حتي سرقة الحسابات الشخصية ، لكن الأمر قد فاق الحدود و بلغ ذروته بالآونة الأخيرة ،

{إليكم أحدث قصص التحرش }:

فقد كانت القصة التي سأرويها بمقال اليوم و التي جائتني علي الخاص بمثابة كابوس ، قد نال من احدي السيدات و عرض حياتها الأسرية للتوتر و حالتها النفسية لحافة الإنهيار.،

تلك التي بدأت قصتها بسلامة النية في التعامل مع الأصدقاء علي السوشيال ميديا و تحديداً هذا الشخص الذي كان يدعي الفضيلة و يتعامل بكل ود و احترام في حدود الزمالة المهنية ، إلي أن كشف عن وجهه الآخر الذي حمل كل أشكال التعدي السافر علي حرمة الحياة الشخصية لهذه السيدة و الإطاحة بكافة معاني الرقي و الإحترام ، و التجاوز عن الحدود المقبولة .

و التي دفعت صاحبة الشكوي إلي حظر صداقة هذا الشخص المتطاول من كافة وسائل التواصل أو الاتصال بعدما قرر فجأة أن يتحرش بها متجاهلاً كونها زوجة و أم و شخصية محترمة، ظناً منها أن الأمر قد انتهي و أنها قد تخلصت من هذا المتجاوز .

لكنها و لمدة عام كامل بعد هذا الحظر لم تسلم من مطاردات تتبعها مطاردات تتبعها مطاردات ، تتنوع ما بين اعتذارات و رجاء بالسماح عن هذا التجاوز لعودة الصداقة و الأخوة التي لم تكن بهذا العمق إلا من وجهة نظر هذا المتجاوز، ثم هجوم و تحرش لفظي و تهديدات بأنه لن يتركها يوماً ، فإما أن تعود صديقة له و إما أن ينهي حياتها و حياته .

و باتت تتلقي مكالمات هاتفية من سيدات من لبنان و فلسطين و غيرهم يترجينها أن تسامح هذا الشخص و تعود له أخت و صديقة ، و عندما لم ترد ، يتحول إلي وحش كاسر ، يسبها بأبشع الألفاظ و يتحرش بها لفظياً من خلال عدة حسابات وهمية ، كلما حظرت واحداً تجد العشرات غيره ، و كذلك من عدة أرقام هاتفية قد تجاوزت ال١٠٠ رقم.

ملاحقات و مطاردات تحمل تفاصيل حياة هذا الشخص لحظة بلحظة ، و الذي كرس حياته لمراقبة و ملاحقة هذه السيدة، التي كلما ظنت أنه سيبتعد إلي غير رجعه ، تجد له ألف وجه فلا يكل و لا يمل ،

و بعدما طفح الكيل ، ،استئذنت زوجها و أصرت أن تذهب برفقته لتحرير محضر رسمي في النيابة العامة إيماناً منها أنه أبسط حقوقها و أنه من المفترض أن يكون القانون هو الملجأ و الحماية من مثل هؤلاء الخطرين .

و قدمت أدلة دامغة علي هذا السب و القذف و التحرش و التهديد ، ليكون الخلاص من هذا الكابوس المزعج ، بعد أن أرفقت عدد كبير من الرسائل التي تكفي لأن تكون أدلة ل١٠٠ قضية ، اذ أن الملاحقات و التجاوزات قد فاقت الحدود لدرجة أن هذا الشخص بات يهدد بالقتل كل من حول هذه السيدة من معارف و أصدقاء ، إن كتب لها تعليقاً أو شارك منشوراً لها، من عدد كبير من الحسابات الوهمية و علي رأسهم حساب باسمها و صورتها ، و الذين تم رصدهم جميعاً ، إذ أن هذا المتحرش قد قدم كافة الدلائل التي تدينه بيده لا بيد أحد.

فما أكثر هذه الجرائم التي تتعرض لها سيدات كثيرات ربما يخشين من أزواجهن أي يروا مثل تلك الصفاقات و التحرشات فيخفينها و يتركن أنفسهن فرائس سهلة بيد حفنة من معدومي الضمير و الإنسانية .

نهاية:
ان كانت هذه السيدة الشجاعة تمتلك من الجرأة ما مكنها من القتال لرد كرامتها التي تم امتهانها و اتخاذ الطريق الذي من المفترض أنه الصحيح للحصول علي حقها بالقانون ، فكم من سيدات أخريات لا يمتلكن هذه الجرأة و يخشين من أزواجهن و من الشوشرة دون ذنب اقترفوه ، غير أن هناك مرضي كثر بالمجتمع يستغلون ضعف النساء و الفتيات و خوفهن ليفترسوهم و يتحرشوا بهم و يبتزوهم و قلوبهم آمنة مطمئنة أنه لن يحاسبهم أحد و أن الأنثي تخشي الفضائح و إن كانت مجني عليا .

– لذا أناشد:

– الجهات المعنية كلها ، من النائب العام و أجهزة الشرطة و المجلس القومي للمرأة لوضع استراتيجية جديدة لحماية النساء الذين قد أولاهم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رعاية و اهتمام غير مسبوق ، و تفعيل القانون ، لمحاصرة هذه الكوارث التي لا حصر لها و تقييد هؤلاء المرضي المختلين و وضعهم بالأماكن التي تليق بهم لحماية المجتمع من شرورهم ، فإما معاقبتهم بالقانون الصارم أو وضعهم بمصحات نفسية لحين استعادة صوابهم.

أتمني أن يصل ندائي لأعلي جهة ، و أن يكون هناك حلاً قاطعاً لإنهاء مثل هذه المهازل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة