(2)
بقلم النائب تامر الشهاوي …
المجتمع السياسي المصري (2)
من الرئيس مبارك وحتى الرئيس السيسي
شهدت فتره حكم الرئيس الأسبق مبارك سيطرت الحزب الوطنى على مقاليد الامور بشكل كامل ادى الى تراجع دور الاحزاب السياسيه فى مصر وافتقارها الى المرونة والديناميكية بل والبرامج السياسيه الحقيقيه والتواصل مع الجماهير التى تؤهلها الى القيام بأي أدوار سياسية حقيقيه.
إختبار الواقع السياسي المصرى
وكانت احداث يناير 2011 محطه جديده فى اختبار الواقع السياسى المصرى وربما كانت من اعنف الاختبارات التى تعرض لها المجتمع السياسى المصرى خلال تلك الحقبه الزمنيه فالاحداث استهدفت الرئيس وحزبه واركان نظامه فاستقالت الحكومه وتنحى الرئيس وتم حل الحزب .
فكانت الفرصه الاولى ربما فى تاريخ الحياه السياسيه المصريه للاحزاب السياسيه أن تنهض و تسرع لملئ على هذا الفراغ الناتج عن حل الحزب الوطنى .
ولكن لم تنتهز الاحزاب تلك الفرصه وتركت الساحه للقوى الاخرى والمتمثله فى جماعة الاخوان المسلمين لملئ هذا الفراغ والاخيره لم تجد منذ نشاتها فرصه للتقدم وتحقيق انتصارات سياسيه افضل من تلك الفرصه التى ربما لن تسنح لها مره أخرى .
فانتفضت وشاركت واستغلت خبرات 80 عام في العمل السياسي السرى تارة والعلني تارة اخرى واستطاعت ان تحشد الحشود لمعارك سياسه متعددة فاستحوذت على برلمان 2012 وصعدت الى سده الرئاسه وكأن الاحزاب السياسيه الاخرى لاوجود لها وكانت جثه هامده في صراع سياسي سانح و حقيقي للمرة الاولى في تاريخ مصر الحديث .
الواقع السياسية المصرى
اظهرت تلك المرحلة الضعف والوهن الذي يعاني منه المجتمع السياسى المصرى وعدم قدرة عشرات الاحزاب السياسيه من اقناع المواطن المصرى بوجودها كما أظهرت تلك المرحله أن الواقع السياسى المصرى يتمثل في قوتين لا ثالث لهما وهي الحزب الوطنى وتنظيم جماعة الاخوان المسلمين وهو ما اظهرته التجربه من استحواذ الجماعة على كل الفرص السياسيه بمجرد اخلاء الساحة من الحزب الوطني الديمقراطي.
القيادات الشعبية ومواقع التواصل الإجتماعى
كما اظهرت التجربه العوده الى زمن القيادات الشعبيه غير الرسميه وتجده متمثل فى بزوغ نجم عدد من الشخصيات السياسيه على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الاعلام ومتابعيهم عشرات الا لاف من المواطنيين وان دل على شئ فأنه يدل على افتقاد المواطنين للقدوه السياسيه وحالة الفراغ التى يعانى منها المجتمع السياسى.
تلك الحاله عند مقارنتها بالتاريخ القريب نجد انها حاله مكرره في التاريخ بعدم الثقة في الأحزاب وبرامجها تقابلها ثقه في شخص ما أو مؤسسه ما فتكون بديلاً عن الممارسة السياسية السليمة لأى مجتمع سياسي .
الثوابت الوطنية
و تمثلت تلك المظاهر فى التمسك بشخص وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي بعد تحرك المواطنين من تلقاء انفسهم في ثوره بيضاء لتعبير عن غضبها وتمسكها بالثوابت الوطنيه ودفعت بوزير الدفاع للترشح لانتخابات الرئاسة الجديده بعد ازاحه نظام الاخوان على الرغم من وجود عشرات الاحزاب السياسيه سواء القديم او الحديث الا انها لم تستطيع ملئ الفراغ الذى احدثه انسحاب الحزب الوطنى وجماعة الاخوان من المشهد السياسى .
وظهر ذلك جلياً فى انتخابات برلمان 2015 حيث لم ينجح برلمانى واحد ضمن 596 عضو لأنه يمثل حزب بعينه بل نجح لانه يمثل نفسه لذا لم يستطيع احد الاحزاب أن يكون هو حزب الاغلبيه مجلس النواب وكان ايضاً هذا المشهد هو الدافع والمحرك الرئيسى لاعتماد فكرة القائمه الذى تولاها المرحوم اللواء سامح سيف اليزل حتى يمكن تشكيل مجموعه سياسيه تشكل الاغلبيه فى مجلس النواب والتى شكله بعد ذلك تحت اسم ائتلاف دعم مصر.
كما أظهرت الانتخابات الرئاسيه لعام 2018 استمرار حالة الضعف والوهن التى اصابت الاحزاب السياسيه ولم تستطيع مجتمعه على تقديم مرشح لانتخابات رئاسه الجمهوريه وتتعلل بحجج واهيه تتمثل في تضييق امنى وإعلامي وهو الامر الذى دفع المحترم موسى مصطفى موسى الى خوض معركه يعلم انها خاسره .
ويعلم انها تسلب من رصيده ويعلم تمام العلم انه ابداً لن ينجح الا ان دوافعه الوطنية كانت هي ما تحركه فى التقدم لانتخابات الرئاسه حتى يكتمل الشكل الديمقراطى الذى عجزت الاحزاب مجتمعه ان تقدمه.
لا اعفى الدولة على مدار تلك العقود من مسئوليتها فهى لم تسعى لوضع اطر تحقق اريحيه العمل لأحزاب السياسية في التحرك بين المواطنين ويظل الهاجس الامنى مسيطراً على التحركات السياسيه كما لم تخلق الدولة مناخاً قادراً على استيعاب حالة الحراك السياسى.
فهنا أؤكد ان المسئولية مشتركة بين الدولة والأحزاب وربما هنا يحضرني قرار مشاركتي السياسية الأولى فكانت متجردة من صفه حزبية سواء كنت مرشحا او عضواً في البرلمان فرفضت الانضمام لاى حزب او ائتلاف وحافظت على استقلالى وهو امر شديد الصعوبه فى العمل السياسى الذى يعتمد على التكتلات السياسية الكبيرة
وخلال تلك الفترة منذ العام 2011 وحتى الأن شهدت البلاد حاله من الحراك السياسي الحزبي والدستوري العنيف اثرت بلا شك على المجتمع السياسي المصري سلبا من ناحيه و إيجابا من نواحي أخرى وتمثلت الظواهر السلبية في صعود نجم تنظيم الاخوان الإرهابي الى سده الحكم و محاولاته القبض على مفاصل الدولة و مؤسساتها في ظل حاله لا وعى التي تعيشها باقي الأحزاب السياسية .
كما شهدت تلك الفترة عدد من دساتير والاعلانات الدستورية أسهمت بصورة كبيرة في اهتزاز المجتمع السياسي الذى بحاجة الى استقرار دستوري حتى يستطيع ان يتقدم ويعمل ويشارك و يتحفز كما أظهرت تلك المرحلة أيضا جانب إيجابي و يتمثل في المشاركة الضخمة للمواطنين في كافة الاستحقاقات وهو ما يمثل انعكاس حقيقي لحالة الحراك السياسي التي شهدتها تلك الفترة .
انتظروني في الجزء الثالث …
المجتمع السياسي الى اين؟؟؟
النائب_تامر_الشهاوى
http://tamerelshahawy.com/news.php?news=view&newsId=316