البكالوريا” و أمل في منظومة تعليمية متطورة
البكالوريا بقلم الكاتبة الإعلامية / دينا شرف الدين
“البكالوريا” و أمل في منظومة تعليمية متطورة
بقلم الكاتبة الإعلامية / دينا شرف الدين
و بالحديث عن مصادر تشكيل الوعي التي كما نعلم تنقسم إلي مصادر مباشرة و أخري غير مباشرة ،
و يعد التعليم أهم موارد تشكيل الوعي المباشر ،و الذي تعتبر المنظومة التعليمية القائمة هي مصدرة الأساسي ،
و كلما ارتقي هذا التعليم و ازدهرت منظومته كلما آتت أُكلها و حققت أهدافها من خلال إخراج أجيال من المراحل التعليمية المختلفة قد استوعبوا و تعلموا ما يقدم لهم من مناهج موضوعة بعناية تضاهي أحدث طرق التعليم التي يعمل بها العالم ، لا إخراج أجيال من حاملي شهادات تعليمية غير ذات قيمة عندما يخرج هذا الطالب ليس أسعد حالاً مما دخل ، و في هذه الحالة لا تكون هناك أية قيمة لتلك الشهادة التي لا تتعدي كونها مجرد حبر علي ورق .
التعليم
أما عن ” التعليم ” و ما أصابه من تدهور بالعقود الثلاثة الماضية ، قد كان السبب الأول الذي أدي الي هذه الحالة المتدنية التي يتسم بها جيل اليوم
و لكن :
في ظل إرادة الدولة و قيادتها التي انتفضت لإصلاح ما أفسدته السنوات بكل المناحي و المجالات بطريقة متوازية ،
قد تم وضع خطة لتطوير منظومة التعليم ووضعها علي خريطة المنافسة لنظم التعليم العالمية المتطورة وفقاً لمقاييس مدروسة لإعادة إدراجها بالتصنيف العالمي بعد أن خرجت منه بفعل سنوات الإنحدار و الفساد الذي نال من كل شئ.
فقد قبلت الدولة ووزارة التعليم التحدي ، و أصرت ألا تستسلم لإحباطات لا أول لها من آخر من قائمة طويلة تضم هؤلاء المنتفعين الذين لا يسعدهم و لا يتناسب و أهوائهم أن يتم تطوير منظومة التعليم المهلهلة التي أطاحت بمستقبل أجيال بعينها من الجهال الحاملين لشهادات جامعية بمختلف التخصصات ،
و قررت التصدى بكل الطرق و الوسائل لعصابات التعليم المعروفة لدينا جميعاً ، و شنت حرباً ضارية علي مراكز الدروس الخصوصية و سماسرة التعليم بلغة العصر ، في محاولات مستمرة لتحجيمهم عن طريق توفير المنصات الرقمية للطلاب ، و ما زالت المهاترات مستمرة’
ثم خرجت مؤخراً أحدث القرارات الجريئة التي تهدف لمواكبة نظم التعليم العالمية و الاطاحة بالطرق التقليدية البالية الراسخة ، و الإعلان عن البديل الأحدث و الأمثل لبعبع الثانوية العامة ، و هو نظام البكالوريا.
فقد تعددت فلسفة النظام الجديد لتشمل:
– تنمية المهارات الفكرية والنقدية بديلاً عن الحفظ والتلقين.
– التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية.
– التقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين على الأقل.
– الاعتراف الدولي والفرص المتعددة من خلال جلستي امتحان سنوياً، ما يعني أنه هناك منافسة عالمية قد تغنينا عن أنظمة التعليم الأجنبية بالشهادات المعادلة المختلفة الجنسيات ما بين أميريكية و بريطانية و كندية .
إلي جانب تسهيل طرق الإمتحانات و زيادة فرص الطلاب في رفع مستويات درجاتهم عن طريق زيادة عدد المحاولات علي غرار طرق الامتحانات بالشهادات الأجنبية.
إذ أن الامتحانات تتاح بفرصتين في كل عام دراسي في شهري مايو ويوليو لمواد الصف الثاني الثانوي وشهري يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوي
و يكون دخول الامتحان للمرة الأولى مجاناً وبعد ذلك بمقابل لكل امتحان قدره 500 جنيه رسم امتحان،
حيث تحتسب درجة كل مادة من المواد السبع من 100 درجة
و يكون المجموع النهائي للطالب بجمع الدرجات الحاصل عليها لكل مادة
و بالنهاية تحتسب للطالب كل المحاولات التي تقدم لها وترصد كافة درجات محاولاته ويحدد العام الدراسي الذي تقدم فيه الطالب لكل محاولة.
و حسب تصريحات وزير التربية والتعليم، فإنه يجوز للطالب دراسة مواد إضافية في أي مستوي في حالة رغبته في تعدد المسارات، وذلك بعد انتهاء المسار الأساسي، وأن يكون الحد الأقصى لعدد سنوات الدراسة للمرحلة الرئيسية 4 سنوات بخلاف الصف الأول الثانوي.
النهاية:
ما زالت عملية الإصلاح مستمرة و ما زال أعداء النجاح يتساقطون واحداً تلو الآخر ، و ما زلنا بانتظار عودة المنظومة التعليمية لسابق عهدها و بكامل إمكاناتها التي كانت تهتم بالتربية إلي جانب التعليم بل ربما تسبقه .
فكلما ارتقي مستوي التعليم بأمة، ارتقت مستويات وعي و أخلاقيات مواطنيها درجات .